فصل: عثمان بن محمد بن طلحة التيمي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


خلافته

 أخبرنا مسمار بن عمر بن العويس وأبو فرج، محمد بن عبد الرحمن الواسطي وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل قال‏:‏ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عمرو بن ميمون قال‏:‏ رأيت عمر قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال‏:‏ كيف فعلتما? أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق? قالا‏:‏ حملناها أمراً وهي له مطيقة وذكر قصة قتل عمر رضي الله عنه قال‏:‏ فقالوا له‏:‏ أوص يا أمير المؤمنين؛ استخلف‏.‏ قال‏:‏ ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو‏:‏ الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى علياً، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعداً، وعبد الرحمن، وقال‏:‏ يشهدكم عبد الله بن عمرن وليس له من الأمر شيء، كهيئة التعزية له‏.‏ فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة‏.‏ وقال‏:‏ أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم‏.‏ وأوصيه بالأنصار خيراً الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يغضي عن مسيئهم‏.‏ وأوصيه بأهل الأمصار خيراً، فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم‏.‏ وأوصيه بالأعراب خيراً، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يأخذ من حواشي أموالهم، ويزد على فقرائهم‏.‏ وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله، أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم‏.‏ فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر، وقال يستأذن عمر بن الخطاب، فقالت يعني عائشة ‏:‏ أدخلوه، فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه‏.‏

فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرحمن‏:‏ اجعلوا أمركم إلى ثلاث منك قال الزبير‏:‏ قد جعلت أمري إلى علي، وقال طلحة‏:‏ قد جعلت أمري إلى عثمان‏.‏ وقال سعد‏:‏ قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن‏.‏ فقال عبد الرحمن‏:‏ أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه، والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه‏.‏ فأسكت الشيخان‏.‏ فقال عبد الرحمن‏:‏ أفتجعلونه إلي، والله علي أن لا آلو عن أفضلكم? قالا‏:‏ نعم‏.‏ وأخذ بيد أحدهما فقال‏:‏ لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن‏.‏ ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال‏:‏ ارفع يدك يا عثمان‏.‏ فبايعه وبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه‏.‏

وبويع عثمان بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين، بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام، قاله أبو عمر‏.‏

مقتله

قتل عثمان رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو‏:‏ سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، قاله نافع‏.‏

وقال أبو عثمان النهدي‏:‏ قتل في وسط أيام التشريق‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ قتل عثمان على رأس أحد عشرة سنة، وأحد عشر شهراً، واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس وثلاثين‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ حصروه تسعة وأربعين يوماً، وقال الزبير‏:‏ حصروه شهرين وعشرين يوماً‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، عن أبي معشر قال‏:‏ وقتل عثمان يوم الجمعة، لثمان عشرة مضت من ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين، وكانت خلاف اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً وقيل‏:‏ كانت إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهراً، وأربعة عشر يوماً‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن أبي اليعفور العبدي، عن أبيه، عن أبي سعيد مولى عثمان بن عفان ‏:‏ أن عثمان أعتق عشرين مملوكاً يعني وهو محصور ودعا بسراويل فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال‏:‏ إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمرن وقالوا لي‏:‏ اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه، فقتل وهو بين يديه‏.‏

 أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى قال‏:‏ حدثنا محمود بن غيلان‏.‏ حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح،عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان بن بشير، عن عائشة أن البني صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قمصاً، فإن أرادوك على خلعه تخلعه لهم‏"‏‏.‏

وأخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور، أخبرنا أبو مسعود‏:‏ سليمان، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، أخبرنا أبو علي بن شاذان، حدثنا عبد الله بن إسحاق، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا الفضل بن جبير الوراق، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان‏:‏ ‏"‏تقتل وأنت مظلوم، وتقطر قطرة من دمك على ‏{‏فسيكفكهم الله‏}‏ قال‏:‏ فإنها إلى الساعة لفي المصحف‏"‏‏.‏

ولما حصر عثمان وطال حصره والذين حصروه هم من أهل مصر، والبصرة، والكوفة، ومعهم بعض أهل المدينة أرادوه على أن ينزع نفسه من الخلافة، فلم يفعل، وخافوا أن تأتيه الجيوش من الشام والبصرة وغيرهما ويأتي الحجاج فيهلكوا، فتسوروا عليه فقتلوه رضي الله عنه وأرضاه‏.‏ وقد ذكرنا كيفية قتله، وخلافته، وجميع فتوحه وأحواله، وما نقموا عليه حتى حصروه، ومن الذي حرض الناس على الخروج عليه في كتاب الكامل في التاريخ، فلا نرى أن نطول بذكره هاهنا‏.‏

ولما قتل دفن ليلاً، وصلى عليه جبير بن مطعم وقيل‏:‏ حكيم بن حزام وقيل‏:‏ المسور بن مخرمة وقيل‏:‏ لم يصل عليه أحد، منعوا من ذلك‏.‏ ودفن في حشر كوكب بالبقيع، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع‏.‏ وحضره عبد الله بن الزبير، وامرأتاه‏:‏ أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، ونائلة بنت الفرافصة الكلبية، فلما دلوه في القبر صاحت ابنته عائشة، فقال لها ابن الزبير‏:‏ اسكتي وإلا قتلتك‏.‏ فلما دفنوه قال لها‏:‏ صيحي الآن ما بدا لك أن تصيحي‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد‏:‏ حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى قالت‏:‏ كان عثمان من أجمل الناس‏.‏

وقيل‏:‏ كان ربعة لا بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه رقيق البشرة، كبير اللحية، أسمر اللون، كثير الشعر، ضخم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين‏.‏ كان يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب، وكان عمره اثنتي وثمانين سنة، وقيل‏:‏ ست وثمانون سنة، قاله قتادة‏:‏ وقيل‏:‏ كان عمره تسعين سنة‏.‏

ورثاه كثير من الشعراء، قال حسان بن ثابت‏:‏ البسيط

من سره الموت صرفاً لا مزاج له ** فليأت مأدبةً في دار عثـمـانـا

ضحوا بأشمط عنوان السجود بـه ** يقطع الليل تسبـيحـاً وقـرآنـا

صبراً، فدى لكم أمي وما ولـدت ** قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا

لتسمعن وشـيكـاً فـي ديارهـم‏:‏ ** الله أكبر يا ثـارات عـثـمـانـا

وزاد فيها بعض أهل الشام أبياتاً لا حاجة إلى ذكرها، ومنها‏:‏ البسيط

يا ليت شعري وليت الطير تخبرني‏!‏ ** ما كان بين علي وابن عـفـانـا

وإنما زادوا فيها تحريضاً لأهل الشام على قتال علي، ليقوى ظنهم أنه هو قتله‏.‏

وقال حسان أيضاً‏:‏ البسيط

إن تمس دار بني عفان موحـشةً ** بابٌ صريعٌ وباب محرقٌ خرب

فقد يصادف باغي الخير حاجتـه ** فيها، ويأوي إليها الجود والحسب

وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت‏:‏ الطويل

لعمري لبئس الذبح ضحيتم بـه ** خلاف رسول الله يوم الأضاحيا

ورثاه غيرهما من الشعراء، فلا نطول بذكره‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عثمان بن عمرو الأنصاري

‏"‏ع س‏"‏ عثمان بن عمرو الأنصاري‏.‏

ذكره أبو القاسم الطبراني في المعجم‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ هو عندي نعمان بن عمرو بن رفاعة، وروى ما أخبرنا به أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار‏:‏ عثمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد‏.‏

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى‏.‏

عثمان بن عمرو

‏"‏د ع‏"‏ عثمان بن عمرو‏.‏

 له ذكر في حديث أنس، رواه كثير بن سليم، عن أنس بن مالك قال‏:‏ جاء عثمان بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إمام قومه، وكان بدرياً فقال ‏:‏ ‏"‏إذا صليت بقومك فاخف بهم، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم وقالا‏:‏ هكذا روى هذا الحديث، فقيل‏:‏ عثمان بن عمرو، وكان بدرياً‏.‏ وهذا الحديث مشهور بعثمان بن أبي العاص الثقفي، ولم يكن بدرياً، وإنما كان إسلامه مع وفد ثقيف‏.‏

عثمان بن قيس بن أبي العاص

‏"‏د ع‏"‏ عثمان بن قيس بن أبي العاص بن قيس بن عدي السهمي‏.‏

شهد فتح مصر مع أبيه‏.‏ قاله أبو سعيد بن يونس‏.‏

روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص‏:‏ أن أفرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء، وأبلغ ذلك بنفسك وأقاربك، وافرض لخارجة بن حذافة في الشرف لشجاعته، وافرض لعثمان بن قيس في الشرف لضيافته‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عثمان بن محمد بن طلحة التيمي

‏"‏س‏"‏ عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي‏.‏

أورده ابن أبي علي في الصحابة‏.‏

أخبرنا محمد بن أبي بكر كتابة، حدثنا سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أحمد بن الفضل المقري، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمد الحارث، أخبرنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، حدثنا عمار بن خالد، حدثنا أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة، عن محمد بن المنكدر، عن عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله قال‏:‏ تذاكرنا لحم صيد يصيده الحلال فيأكله المحرم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم حتى ارتفعت أصواتنا، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏فيم تتنازعون? فقلنا‏:‏ في لحم صيد يصيده الحلال فيأكل منه المحرم? قال‏:‏ فأمرنا بأكله‏"‏‏.‏

قال عبد الله بن محمد‏:‏ كذا رواه أسد بن موسى، عن أبي حنيفة، وفلان، وفلان‏.‏ حتى عد خمسة عشر رجلاً يعني كلهم رواه كذلك‏.‏ وهذا مرسل وخطأ‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ لا خلاف في أن هذا عثمان ليست له صحبة، لأن أباه قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو شب، وكان مولده آخر أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون ابنه في حجة الوداع ممن يناظر في الأحكام الشرعية?‏.‏ هذا لا يصح، وقد سقط فيه شيء‏.‏ والله أعلم‏.‏

عثمان بن مظعون

‏"‏ ب د ع‏"‏ عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الجمحي‏.‏ يكنى أبا السائل، أمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح، وهي أم السائب وعبد الله ابني مظعون‏.‏

أسلم أول الإسلام، قال ابن إسحاق‏:‏ أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى مع جماعة من المسلمين، فبلغهم وهم بالحبشة أن قريشاً قد أسلم فعادوا‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال‏:‏ فلما بلغ من بالحبشة سجود أهل مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلوا ومن شاء الله منهم، وهم يرون نهم قد تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ فلما دنوا منم مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا، وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان بن مظعون بجوار الوليد بن المغيرة‏.‏

 له ذكر في حديث أنس، رواه كثير بن سليم، عن أنس بن مالك قال‏:‏ جاء عثمان بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إمام قومه، وكان بدرياً فقال ‏:‏ ‏"‏إذا صليت بقومك فاخف بهم، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم وقالا‏:‏ هكذا روى هذا الحديث، فقيل‏:‏ عثمان بن عمرو، وكان بدرياً‏.‏ وهذا الحديث مشهور بعثمان بن أبي العاص الثقفي، ولم يكن بدرياً، وإنما كان إسلامه مع وفد ثقيف‏.‏

عثمان بن قيس بن أبي العاص

‏"‏د ع‏"‏ عثمان بن قيس بن أبي العاص بن قيس بن عدي السهمي‏.‏

شهد فتح مصر مع أبيه‏.‏ قاله أبو سعيد بن يونس‏.‏

روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص‏:‏ أن أفرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء، وأبلغ ذلك بنفسك وأقاربك، وافرض لخارجة بن حذافة في الشرف لشجاعته، وافرض لعثمان بن قيس في الشرف لضيافته‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عثمان بن محمد بن طلحة التيمي

‏"‏س‏"‏ عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي‏.‏

أورده ابن أبي علي في الصحابة‏.‏

أخبرنا محمد بن أبي بكر كتابة، حدثنا سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أحمد بن الفضل المقري، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمد الحارث، أخبرنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، حدثنا عمار بن خالد، حدثنا أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة، عن محمد بن المنكدر، عن عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله قال‏:‏ تذاكرنا لحم صيد يصيده الحلال فيأكله المحرم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم حتى ارتفعت أصواتنا، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏فيم تتنازعون? فقلنا‏:‏ في لحم صيد يصيده الحلال فيأكل منه المحرم? قال‏:‏ فأمرنا بأكله‏"‏‏.‏

قال عبد الله بن محمد‏:‏ كذا رواه أسد بن موسى، عن أبي حنيفة، وفلان، وفلان‏.‏ حتى عد خمسة عشر رجلاً يعني كلهم رواه كذلك‏.‏ وهذا مرسل وخطأ‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ لا خلاف في أن هذا عثمان ليست له صحبة، لأن أباه قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو شب، وكان مولده آخر أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون ابنه في حجة الوداع ممن يناظر في الأحكام الشرعية?‏.‏ هذا لا يصح، وقد سقط فيه شيء‏.‏ والله أعلم‏.‏

عثمان بن مظعون

‏"‏ ب د ع‏"‏ عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الجمحي‏.‏ يكنى أبا السائل، أمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح، وهي أم السائب وعبد الله ابني مظعون‏.‏

أسلم أول الإسلام، قال ابن إسحاق‏:‏ أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى مع جماعة من المسلمين، فبلغهم وهم بالحبشة أن قريشاً قد أسلم فعادوا‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال‏:‏ فلما بلغ من بالحبشة سجود أهل مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلوا ومن شاء الله منهم، وهم يرون نهم قد تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ فلما دنوا منم مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا، وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان بن مظعون بجوار الوليد بن المغيرة‏.‏

 قال ابن إسحاق‏:‏ فحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عمن حدثه قال‏:‏ لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة، قال عثمان‏:‏ والله إن غدوي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي يلقون البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني لنقص شديد في نفسي‏.‏ فمضى إلى الوليد بن المغيرة فقال‏:‏ يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد كنت في جوارك، وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم، فلي به وأصحابه أسوة‏.‏ فقال الوليد‏:‏ فلعلك يا ابن أخي أوذيت أو انتهكت? قال‏:‏ لا، ولكن أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره‏!‏ قال‏:‏ فانطلق إلى المسجد، فقال الوليد‏:‏ هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليرد علي جواري‏.‏ فقال عثمان‏:‏ صدق، وقد وجدته وفياً كريم الجوار، وقد أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جواره‏.‏ ثم انصرف عثمان بن مظعون، ولبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب القيسي في مجلس قريش، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد وهو ينشدهم‏:‏ الطويل‏.‏

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

فقال عثمان‏:‏ صدقت‏.‏ قال لبيد‏:‏ الطويل

وكل نعيم لا محالة زائل

فقال عثمان‏:‏ كذبت، فالتفت القوم إليه فقالوا للبيد‏:‏ أعد علينا‏.‏ فأعاد لبيد، وأعاد له عثمان بتكذيبه مرة وبتصديقه مرة، وإنما يعني عثمان إذا قال‏:‏ كذبت، يعني نعيم الجنة لا يزول‏.‏ فقال لبيد‏:‏ والله يا معشر قريش ما كانت مجالسكم هكذا‏!‏ فقام سفيه منهم إلى عثمان بن مظعون فلطم عينه، فاخضرت، فقال له من حوله‏:‏ والله يا عثمان لقد كنت في ذمة منيعة وكانت عينك غنية عما لقيت‏!‏ فقال عثمان‏:‏ جوار الله آمن وأعز وعيني الصحيحة فقيرة إلى ما لقيت أختها ولي برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن آمن معه أسوة‏.‏ فقال الوليد‏:‏ هل لك في جواري? فقال عثمان‏:‏ لا أرب لي في جوار أحد إلا في جوار الله‏.‏

ثم هاجر عثمان إلى المدينة، وشهد بدراً‏.‏ وكن من أشد الناس اجتهاداً في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبتل والاختصاء، فنهاه عن ذلك‏.‏ وهو ممن حرم الخمر على نفسه، وقال‏:‏ لا أشرب شراباً يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني‏.‏

وهو أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين، مات سنة اثنتين من الهجرة، قيل‏:‏ توفي بعد اثنين وعشرين شهراً بعد شهوده بدراً، وهو أول من دفن بالبقيع‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران وغيره قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال‏:‏ حدثنا محمد بن بشار، حدثن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عصام بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، وعيناه تهراقان‏.‏

ولما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه سلم‏:‏ ‏"‏ألحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون‏"‏‏.‏ وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ذاك لابنته زينب عليها السلام‏.‏

وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم على قبره بحجر، وكان يزوره‏.‏

وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات، فانكب عليه ورفع رأسه، ثم حنى الثانية، ثم حنى الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق وقال‏:‏ ‏"‏اذهب عنك أبا السائب‏.‏ خرجت منها ولم تلبس منها بشيء‏"‏‏.‏

وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال‏:‏ لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته‏:‏ هنيئاً لك الجنة‏!‏ فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المغضب، وقال‏:‏ ‏"‏وما يدريك?‏"‏ فقالت‏:‏ يا رسول الله، فارسك وصاحبك‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني رسول الله، وما أدري ما يفعل بي‏"‏‏!‏‏.‏

واختلف الناس في المرأة التي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، فقيل‏:‏ كانت أم السائب زوجته‏.‏ وقيل‏:‏ أم العلاء الأنصارية، وكان نزل عليها‏.‏ وقيل‏:‏ كانت أم خارجة بن زيد‏.‏ وقالت امرأته ترثيه‏:‏ البسيط

يا عين جودي بدمع غير ممـنـون ** على رزية عثمان بن مظـعـون

على امرئ بات في رضوان خالقه ** طوبى له من فقيد الشخص مدفون

طاب البقيع له سكنى وغـرقـده ** وأشرقت أرضه من بعد تـعـيين

وأورث القلب حزناً لا انقطاع له ** حتى الممات، فما ترقى له شوني

وقالت أم العلاء‏:‏ رأيت لعثمان بن مظعون عيناً تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال‏:‏ ‏"‏ذاك عمله‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عثمان بن معاذ القرشي

‏"‏ب‏"‏ عثمان بن معاذ القرشي التيمي أو‏:‏ معاذ بن عثمان‏.‏

كذا روى حديثه ابن عيينة، عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه بني تيم يقال له‏:‏ عثمان بن معاذ أو‏:‏ معاذ بن عثمان‏.‏ أنه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ارموا الجمار بمثل حصى الخذف‏"‏‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عثمة أبو إبراهيم الجهني

‏"‏ب ع س‏"‏ عثمة أبو إبراهيم الجهني‏.‏

حديثه عند أولاده‏.‏ رواه يحيى بن بكير، عن رفيع بن خالد، عن محمد بن إبراهيم بن عثمة الجهني، عن أبيه، عن جده قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار فقال‏:‏ يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إنه ليسوءني الذي أرى بوجهك‏!‏ فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجه الرجل ساعة، ثم قال‏:‏ الجوع‏!‏ فجاء الرجل بيته فلم يجد فيه شيئاً من الطعام، فأتى بني قريظة فآجر نفسه على كل دلو بتمرة، حتى جيم حفنة أو‏:‏ كفاً ثم رجع بالتمر، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه لم يرم منه، فوضعه بين يديه وقال‏:‏ كل أي رسول الله‏.‏ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني لأظنك تحب الله ورسوله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أجل، والذي بعثك بالحق، لانت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إما لا فاصطبر للفاقة، وأعد للبلاء تجفافاً‏.‏ فوالذي بعثني بالحق لهما أسرع إلى من يحبني من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى وأبو نعيم‏.‏ وقال أبو موسى‏:‏ أورده ابن شاهين وأبو نعيم بالثاء، يعني المثلثة، وأورده الحافظ أبو عبد الله بن منده بالنون بدل الثاء‏.‏ وكذلك قاله ابن ماكولا وأبو عمر بالنون‏.‏

عثيم بن كليب

‏"‏س‏"‏ عثمان بن كثير بن كليب‏.‏

أورده ابن شاهين في الصحابة، ورواه عن الواقدي عن محمد بن مسلم بن عثيم بن كثير بن كليب الجهني، عن أبيه، عن جده‏:‏ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس‏.‏

كذا أورده ابن شاهين‏.‏ ورواه غيره عن الواقدي فقال‏:‏ عن عبد الله بن منيب، عن عثيم بن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جده حديثاً آخر‏.‏ ولعله كان في الأصل محمد بن مسلم، عن عثيم بن كثير بن كليب، فصحف ‏"‏عن‏"‏ بابن، لأن الصحابي فيه كليب‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏